ها أنا ذا من جديد. أعارك ذاتي الجديدة و القديمة على حد سواء، باعتبار أنّي أعرفهما جيداً و لستُ سوى روح تتقمّص أدوار و تغيّر أوجهها، يسمونها أقنعة، لكني أسميها وجها تتغيّر ملامحه حينما تطرأ تغييرات على روحي.
وجه حين أحزن، وجه حين أغضب، ووجه حين أحتار أيّ وجهٍ أختار. لا تهمنّي كثيراً مقاييسهم و مفاهيمهم تلك التي قبل بِها معظم البشر، يأتيك ليحلل شعوراً و يفسّره تحت مسمى "طبيب نفسي"، و ثم عليك أن تُؤمن بما يقول، فهو يفهم أكثر منك، يعرِف أكثر منك، بحوزته ورقة تُثبِت كل هذا تشهد أنه يفهم دواخل روحك أكثر مما قد تفهمها أنت. و تُلبس بأحمق إن اعتقدت أن كل هذا محض هُراء.
أنه أخرق، يُخبرك بما تشعُر به، و أنت من يشعُر لا هو، أنت من يتألم لا هو، و من ثمّ يفرّض عليك دواءً لألمك، تشتريه بدراهم. حتماً هو أحمق.. و هم حمقى يؤمنون بهراء بخس كهذا اولاً. و ثانياً، الحماقة أن بإمكانه مداواة جُرح لا يراه أحد فيّ، و لا أنا نفسي، مع ذلك يوجع و يبتر قدرتي أنا على الحياة، لا هم.
كنت أمشي في الأزقة، أتحاشى الناس و الضوء، فهم يتكاثرون هناك، و يخشون ظلام الأزقة، باعتبارها مخابئ الفساد و ملجئ الخوف. أنا أحب الأزقة، لأني أجد فيها سكنية لم أجدها في ضجيج الضوء. لا أحب الضجيج، هو يُتعب روحي أكثر. أنا من مخلوقات الظلام، التي لم تعرف الخبث و الضلال. الظلام دوماً يرمز إلى أمور غير جيدة، سوداوية، يُخشى منها. كما يروها.
لا أجد الظلام كهذا، أجد الظلام توحداً مع ذاتي السحيقة، مع ضباب يسكن فيّ و أسى لذيذ. أجد سكينتي أكثر و أنا في زقاق مظلم، من أن أمشي في ساحة المدينة حيث الشمس، الضجيج و البشر.
كانت قطّة تغوص في القمامة نهاية الزقاق، خشخشة الكيس و ذيل ساكن. مسكينة لم تجد ما يسكن تصحّر أمعاءها. كانت عظاماً يكسوها جلد. فتحتُ حقيبتي، أخرجتُ بقايا شطيرة لحم نفدت شهيّتي منها البارحة، مددتها قرب الحاوية. لم تنتبه لي في البداية، إلا أنها سكنت لحظة، توقفت خشخشة الكيس، والتهمت مصدر الرائحة. كانت أنفاسها تتضارب، لم تلبث أن بدأت تبحث عن رائحة شهية أخرى. كنت أنظر إليها و لم أستغرق طويلاً حتى لاحظتُ عيناي وقد ابتلتّا.
أيّ شبه بيننا أنا و أنتِ؟ نبحث معاً في العتمة و الجدوى تحيل بنا إلى الهاوية. نلهث وراء أول منعطف يُبدي نجاتنا، نعتقد أنّا نجونا لكننا لا نزال في في الهاوية نتضوّر الموت.
كنتُ قد اتخذتُ قراري. لن أعود، ليذهبوا إلى الحجيم، هم و أحمق الأدوية و العالم الذي يعترف أن اللامحسوس يمكن تضميده بدواء وَضعوه لمنخوري الروح تحت مسمى "دواء اكتئاب".
وجه حين أحزن، وجه حين أغضب، ووجه حين أحتار أيّ وجهٍ أختار. لا تهمنّي كثيراً مقاييسهم و مفاهيمهم تلك التي قبل بِها معظم البشر، يأتيك ليحلل شعوراً و يفسّره تحت مسمى "طبيب نفسي"، و ثم عليك أن تُؤمن بما يقول، فهو يفهم أكثر منك، يعرِف أكثر منك، بحوزته ورقة تُثبِت كل هذا تشهد أنه يفهم دواخل روحك أكثر مما قد تفهمها أنت. و تُلبس بأحمق إن اعتقدت أن كل هذا محض هُراء.
أنه أخرق، يُخبرك بما تشعُر به، و أنت من يشعُر لا هو، أنت من يتألم لا هو، و من ثمّ يفرّض عليك دواءً لألمك، تشتريه بدراهم. حتماً هو أحمق.. و هم حمقى يؤمنون بهراء بخس كهذا اولاً. و ثانياً، الحماقة أن بإمكانه مداواة جُرح لا يراه أحد فيّ، و لا أنا نفسي، مع ذلك يوجع و يبتر قدرتي أنا على الحياة، لا هم.
كنت أمشي في الأزقة، أتحاشى الناس و الضوء، فهم يتكاثرون هناك، و يخشون ظلام الأزقة، باعتبارها مخابئ الفساد و ملجئ الخوف. أنا أحب الأزقة، لأني أجد فيها سكنية لم أجدها في ضجيج الضوء. لا أحب الضجيج، هو يُتعب روحي أكثر. أنا من مخلوقات الظلام، التي لم تعرف الخبث و الضلال. الظلام دوماً يرمز إلى أمور غير جيدة، سوداوية، يُخشى منها. كما يروها.
لا أجد الظلام كهذا، أجد الظلام توحداً مع ذاتي السحيقة، مع ضباب يسكن فيّ و أسى لذيذ. أجد سكينتي أكثر و أنا في زقاق مظلم، من أن أمشي في ساحة المدينة حيث الشمس، الضجيج و البشر.
كانت قطّة تغوص في القمامة نهاية الزقاق، خشخشة الكيس و ذيل ساكن. مسكينة لم تجد ما يسكن تصحّر أمعاءها. كانت عظاماً يكسوها جلد. فتحتُ حقيبتي، أخرجتُ بقايا شطيرة لحم نفدت شهيّتي منها البارحة، مددتها قرب الحاوية. لم تنتبه لي في البداية، إلا أنها سكنت لحظة، توقفت خشخشة الكيس، والتهمت مصدر الرائحة. كانت أنفاسها تتضارب، لم تلبث أن بدأت تبحث عن رائحة شهية أخرى. كنت أنظر إليها و لم أستغرق طويلاً حتى لاحظتُ عيناي وقد ابتلتّا.
أيّ شبه بيننا أنا و أنتِ؟ نبحث معاً في العتمة و الجدوى تحيل بنا إلى الهاوية. نلهث وراء أول منعطف يُبدي نجاتنا، نعتقد أنّا نجونا لكننا لا نزال في في الهاوية نتضوّر الموت.
كنتُ قد اتخذتُ قراري. لن أعود، ليذهبوا إلى الحجيم، هم و أحمق الأدوية و العالم الذي يعترف أن اللامحسوس يمكن تضميده بدواء وَضعوه لمنخوري الروح تحت مسمى "دواء اكتئاب".
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.