Thursday, February 27, 2014

خيط




اختفت.
لم أدرِ ما أصنع. اكتشفت لاحقاً أنه ليس لي الحق في صنع شيء. أو كهذا أراد الزمن، حين تمضي السنون تتراجع أحقيّتك في القلق، العتاب أو الغضب على أحدهم. حين أفكر ملياً الآن.. أكان لي الحق عندما كنّا سوياً نحيا الوقت ذاته من الزمّن؟ 
ما الحقوق التي كانت لي و علي؟ أعترف عجزي عن فهم علاقتنا قبل 8 سنوات، و أعجز أنا عن فهمي بعد كل تلك السنون.
غضب، يُعشعش مسامي، يثور و يهدأ.. لم أتخط حضور اسمك و إلتصاقه بغرباء، كأن اسمك وُجد لكِ وحدك، لم اعتده على غيرك، لم أعتد سماعه حتى تحط صورتك رأسي، تُربك نبضي و تُشعل مسامي.

الرحيل وسم موسوم على جباهنا مذ خُلقنا. لم أفهم أنّه يتكرر أيضاً طوال مدّة بقائنا. إن كان السبيل إلى البقاء مستحيلاً، لمَ لقلوبنا أن تتعلق بآخرين مؤقتين في حين أن السبيل إلى النسيان من مُستحيلات الأنظمة الكونية؟
أم.. هي لَعنة حلّت عليّ أنا فقط؟




في من مكانٍِ ما على الأرض.. الطرف الآخر من الخيط:




كهذا فقط.. لم أجد لَه أثر.
كان بقربي، أو دائماً كنتُ أعتقد بوجوده قربي، لا أدري إن كان يعترف بضربات قلبي في صدري حين نكون معاُ. لم أفهم.. ماذا كنّا نحن؟ كان بارداً إزاء كل عاطِفة أطالب منه فهمَها بلا صوت. و كهذا فقط اعتدنا وجود بعضنا رُغم كل شيء. كان يقتُل فيّ قدرتي على الفرح. يُعرقل فكري عن كل ما لا يخص وجوده في رأسي. تلك النّار التي أشعلها فيّ لا زال حطبها يوقد كلما التقط مسمعي اسمه يحمله شخصٌ آخر. أكان لاسمك أن يكون بهذا الصيت بين البشر؟ ماهي اللعنة يا تُرى؟ ربما أن تُحاول محي أثر أحدهم من مخزون ذاكرتك، لتجده في من حولك باسمائهم.

كيف لعالمي أن يسير بهذا البطء؟ و كأننا خلقنا على حافة الحياة، انطلقت أنت تجوبها و بقيتُ أنا طوالها أترنح. كان عالمي يتمهّل و كان عالمك يمضي سريعاً. 8 سنوات مضت.. و لا أزال هناك. مخزون الذاكرة قمامة ينبغي التخلص منها، ما لم أتعلّمه قط.






نافذة أخرى:

من.. هُم؟
كانا صديقين قبل أن يكونا محبين. 
كانا محبين في أعين الجميع باستثناء أعينهما.
أنهيا دراستهما، عَمل هو، سافرت هي لشهادة عُليا.
لا شيء آخر. جيّد أني أتذكر بعد مضي حوالي 8 أو 9 سنوات؟ لا أدري. كنا ندرس نفس المجال.
على أيّ حال، نسيتُ قهوتي، علي الذهاب.


No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.