Monday, March 3, 2014


لأن الكتابة تمنحني أجنحة عرفتُ أن التحليق لا يقتصِر على الطيور.
 ولأن الكتابة أجنحة، منحتني القراءة عالماً قبلها للتحليق.

الأبجدية حياة،
 قلّ من يعرِف كيف يعيشها. و حين تعيش حياة أولى، تحيل الكتابة روحك لعالمِ آخر.
عالم و أجنحة. 
اكتشفت أنها أكثر إمنياتي حقيقة في واقع يرمي الخيالات للأطفال.
 بات للحريّة معنىً آخر، بات الفضاء مُغايراً و العالّم أجمل.
 باتت الألوان ملوّنة و بات للأصوات إيقاع و لحن.
باتت التفاصيل تشكّل قصصاً، باتت الوِحدة أقل رهبّة، و بات للحزن مفر.
أضحى كُل شيء مختلفاً بصورة أبهى، بصورة لم أعهدها قبلاً.

كانت تُضفي الجمال لكل شيء، حتى للأمور التي لم تأخذ على عاتقها منحنى جماليّاً..
كأن تمنحك الكتابة صُراخاً صامتاً، وجعاً لذيذاً، نزفاً نقياً، و هُراء ذو مَغزى.
كأن يكون التيه شيئاً مرغوباً، فالمتاهات قد تتّصل ببعضها.
و للتيه معنى في هذا العالم ضد ما هو متعارف عليه لدى العالم الآخر،
أن تتوه هناك، أن يُعثر عليك هنا.

كلمّا تتوغّل في عالم كهذا كلمّا تُدرك أن الحياة أكبر بكثير ممّا تراها بعينين إثنتين.
بأن العالم المادي عقلة إصبع في فضاء مُترامي من العالم الحسّي.
بأن المحسوسات أعم شمولاً و المرئيات تقتصر على العين وحدها في حين أنها أحياناً لا تُبصِر.
تُدرك بأن الفضاء في كل مكان، حتى على الأرض، و الفضاء المُطلق وُجد في عقلِك.
تُدرك بأن الله أكبر بكثير، وأعمق بكثير مما تعنيه كلمة إله.
تُدرك أن الله في كل مكان، في الأرض، في السماء، في الفضاء و تحت جلدك.


عالم و أجنحة.
 لمنحي إياهما.. شكراً يا الله.




No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.