Thursday, March 20, 2014

صافرة إنذار



أختلق القصص، الواحدة تلو الأخرى.. و كلها ذات نهايات متشابهة.
كل الشخصيات متشابهة. ما يؤرقني أنني لم أستطِع فهم ما يجعلها كهذا. الجواب يأبى التصديق، لذا ربما الانكار أسهل.
الواقع يضرب بمطرقة ترتج حولها الأرض، يضحى النبض صافرة إنذار، أن شيئاً ما على وشك الحدوث. أدهى من انفجار، و ارتطام بأول حدث يشبه الواقع. هبوط اضطراري نحو العُمق، المكان الذي لم يمسه بشري، عداك.
أشعر بتدفق الدماء في جسدي، و كأنه يُعلن حالة الطوارئ، و وجوب توخي الحذر مما يطرأ فيّ.
القلق يحيلني إلى كائن هُلامي، يسهل الولوج عبره. القلق يخلق في فوهات مظلمة، تُطلق عند صافرة البدء، بوتيرة واحدة.
يتصاعد الخوف، تتزايد انقباضات روحي و تُعتق الندوب التي لا تلتئم.

المرة الأولى التي سرت فيّ ارتعاشات كتلك، ظننتُ أني بحاجة إلى مشفى، إلى دواء ما. كان الأمر عضوياً و كلّي ثقة إذ لا يمكن أن يكون غير ذلك. اخفاقاتهم في فهم تحايل جسدي عليّ و أنه على ما يُرام أكّدت أن الخلل باطن. و ما لم تُشفى ذاتي بيدي لن يُساعدني أحد على شفائها.

المرة الثانية، تجرّعت أضعاف أعراض المرة الأولى، رؤيتك وحدها كانت كفيلة بحدوث بانقلاب فيّ، باختلال توازن الأرض و ارتجاج عملياتي الحيوية.
 انتكاس عيناي، انكارِهما للّيل، و ذعر قلبي.. كان جسدي يرفض الطعام و يلفظه بقسوة. حتى حينَ هزل. كانت إشارة واضحة لرفضي الحياة.
كنتَ سامداً هناك، تتنقل بين رأسي و دواخلي، مهما مضى الوّقت، و مهما مرّ البشر من حولي. كنتّ تُثير بيّ الإضطراب، و كان يصل مداه حين يقع ناظري عليك. حينَ أراك صُدفةَ. حينها أفطِن صافرة الإنذار تدوي بمكانٍ ما من جسدي.

أنا أعلم أنك تجاوزتني، و ليس لك أدنى علم بكوارثي هذه. لا يُهم، فكان هذا ما يُفترض أن يحدث معي أنا الأخرى.
إلا أنّك علقم غَبِن باطني و استدار. لتتركني آفة ازدراها الزمّن و ضاق بها ذرعاً.
أنا هكذا. أتورط و أنكر تورطي حتى تقع الفاجعة. فاجعتي أن النهايات تعرفني أكثر مما أعرفها. بقدر فهمي لها، هي تفهمني جيداً.
ربما لهذا تسوقها الأقدار إلي، واحدة تتلو الأخرى، تماماً كالقصص التي أكتبها.. كلها ذات نهايات متشابهة.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.